منذ القدم كان التركيز في أي شركة أو مؤسسة على توظيف أصحاب المهارات والتخصصات المناسبة للعمل المطلوب، ولكن مع التطورات الحديثة في مجال إدارة الموارد البشرية، هناك الكثير من التغييرات التي تحدث حول العالم. فمن العدل القول إن التقدم التكنولوجي والعولمة واتجاهات العملاء جميعها تساعد في تطوير استراتيجيات جديدة لإدارة الموارد البشرية في الشركات والمؤسسات، وهو موضوع سنتحدث عنه بالتفصيل في هذا المقال.
1. الأحداث الحديثة التي تغيرت في مجرى الأمور
مرَّ العالم في السنوات الأخيرة بالعديد من الأحداث والأزمات التي غيَّرت مجرى الأمور. فقد شهد القرن الحادي والعشرين تطورات تكنولوجية هائلة في جميع مجالات الحياة، مما أثرَّ على علوم مختلفة من بينها إدارة الموارد البشرية. وحتى ترسم الشركات السياسات والاستراتيجيات المناسبة، يجب عليها أن تستخدم أحدث التقنيات والوسائل التي تساعد على إدارة القوى العاملة بطريقة فعالة وجعل كلِّ موظف يعمل على قدراته الكاملة. ومن هذه التقنيات: تقنيات المعلومات في إدارة الموارد البشرية، والتي تساعد على تحسين عملية اختيار العاملين وإدارتهم وتدريبهم عبر استخدام أنظمة التحكم الآلي والبرامج الحاسوبية المتطورة. ويبدو أن هذا التطور سيستمر في المستقبل، فلا بد لكلِّ من يرغب في النجاح في إدارة الموارد البشرية أن يتعلَّم أحدث التقنيات والأساليب المتوفرة.
2. التطور التكنولوجي وتغيرات العلوم
يشهد العالم التطور التكنولوجي المستمر والتغيرات العلمية المتسارعة، وهذا ما يؤثر على جميع جوانب الحياة بما في ذلك إدارة الموارد البشرية. فتقدم التكنولوجيا والمعلومات يتيحان تحسين وتيسير أداء العمل، ويمكن الوصول إلى كميات هائلة من البيانات والمعلومات بشكل أسرع وأسهل، مما يساهم في اتخاذ القرارات الإدارية بطريقة أكثر دقة وتفصيلاً. بالإضافة إلى ذلك، تمكن التطور التكنولوجي والعلمي من تحديث أساليب التوظيف وتسهيل الاتصال بين الإدارة والموظفين وتأثيره على نوعية حياتهم داخل وخارج مكان العمل. من المهم على إدارة الموارد البشرية الاستفادة من هذه التطورات وتبنيها بشكل ملائم، وذلك لتحقيق الأهداف الإدارية بفاعلية أكبر وتحسين أداء ومستوى الرضا لدى الموظفين.
3. ماهية إدارة الموارد البشرية
إدارة الموارد البشرية هي قسم مهم جداً في الشركات والمؤسسات، فهو المسؤول عن تنظيم وإدارة كل ما يتعلق بالموظفين داخل المؤسسة وتطويرهم ليتمكنوا من أداء عملهم على أكمل وجه. وتعتبر الموارد البشرية ثروة لأي مؤسسة يُعتبر الإنسان جزءًا أساسيًا منها، وبالتالي فهي بحاجة للإدارة والإشراف الملائم. يتضمن دور إدارة الموارد البشرية جميع عمليات حياة الموظف، بدءًا من اختياره، وتأهيله وتدريبه، وانتهاء بالإدارة والإشراف على علاقته بالجهة المستقبلة لعمله وتنظيم المزايا والتعويضات. ويركز القسم أيضاً على تحفيز الموظف، حل المشكلات والتظلمات، وتسوية التنازعات بين الموظفين، مما يؤدي في النهاية إلى زيادة رضا الموظفين وتحسين أداء المؤسسة.
4. دورات تدريبية وشهادات دولية في إدارة الموارد البشرية
تعد دورات التدريب والشهادات الدولية في إدارة الموارد البشرية أدوات مهمة لتطوير المهارات والمعرفة في هذا المجال، ومساعدة المتخصصين في الحصول على تحديثات حديثة في الصناعة. وهذه الدورات والشهادات تغطي عدة موضوعات مثل إدارة الأداء، وتوظيف واختيار الموظفين، والتخطيط والتنسيق الاستراتيجي، والتوجيه والتدريب، وغيرها من الأمور الهامة في إدارة الموارد البشرية. كما أن حاملي هذه الشهادات يتمتعون بفرص عمل متعددة في الشركات والمؤسسات المختلفة. وعلى الرغم من أهمية وفائدة هذه الدورات والشهادات، إلا أنه يجب على الأفراد اختيار البرامج التدريبية المناسبة والمعتمدة من الجهات الرسمية للتأكد من نوعية وجودة التعليم والتدريب المقدم.
5. جذب واستقطاب الموظفين
جذب واستقطاب الموظفين هو عملية حيوية ومهمة في إدارة الموارد البشرية. تسعى الشركات والمؤسسات إلى جذب أفضل المواهب في سوق العمل، والاستفادة من خبراتهم وقدراتهم في تعزيز أداء المؤسسة. وتتضمن هذه العملية إعلانات وظائف متميزة، وبناء صورة إيجابية للمؤسسة وجذب الأشخاص المؤهلين والموهوبين. كما تتضمن استخدام أدوات التوظيف الحديثة والمهنية، والمشاركة في فعاليات توظيف ومعارض التوظيف، واستخدام شبكات التواصل الاجتماعي للتواصل مع المرشحين. ويتم اختيار الأشخاص المناسبين بعناية وفقًا لمعايير محددة، مثل المؤهلات والخبرة والشخصية وقيم المؤسسة. بالإضافة إلى ذلك، يجب على المؤسسات توفير بيئة عمل جذابة ومريحة للموظفين المستقبليين، بما يشجعهم على البقاء والعمل بجهد وإخلاص.
6. اختيار الموظفين بطريقة مدروسة وفق الأهداف الوظيفية وسياسة المؤسسة
تعتبر إدارة الموارد البشرية من الأقسام الرئيسية في الشركات، حيث تهتم بجذب واختيار الموظفين بطريقة مدروسة وفق الأهداف الوظيفية وسياسة المؤسسة. فعملية الاختيار الجيدة للموظفين تعتبر أمرًا أساسيًا لضمان النجاح والاستمرارية للمنظمة، وذلك يتم من خلال تحديد الأهداف الوظيفية المطلوبة ومعرفة الصفات والمهارات المطلوب توفرها في المرشحين، وعمل دراسة شاملة لاحتياجات الشركة وميزانيتها، كما أنه يجب على إدارة الموارد البشرية تحديد المعايير اللازمة لتوظيف الموظف المثالي، وذلك بتقديم عروض العمل المناسبة واجراء مقابلات شخصية كفيلة بتحليل قدرات المتقدم. الاهتمام بالناس ورعايتهم برعاية كاملة يتطلب دراسة الخبرات السابقة وصياغة سياسة للعمل في المؤسسة تتناسب مع الهدف المرجو من دخول العنصر البشري إلى نطاق المؤسسة.
7. تدريب الموظفين لتهيئتهم للعمل
لا شك في أن شيئًا من التدريب والتطوير يساعد على تحسين أداء الموظفين في العمل. ويعني هذا أنه يتعين على الشركات الاستثمار في تدريب الموظفين الجدد والحاليين ، لأن الحصول على موظفين مدربين بشكل جيد يساعد في تحقيق الأهداف المنشودة والاستمرار في التطور. ويعزز التدريب أيضًا العلاقات الإيجابية بين الموظف وصاحب العمل ويعمل على زيادة الولاء. ومن خلال إعطاء الموظفين فرصة لتطوير وتنمية مهاراتهم، تضع الشركة أسسًا قوية لدعم نجاحها. لذلك ، إذا كنت ترغب في الحفاظ على موظفين أوفياء، فعليك أن تضمن تدريبهم وتطويرهم بشكل مستمر.
8. العصر التقني وتحولاته المستمرة
العصر التقني وتحولاته المستمرة هو مصطلح يشير إلى الزمن الحالي الذي يمتلك فيه التكنولوجيا النفوذ الكبير في جميع مجالات الحياة، وسرعة تطورها وتحولاتها المستمرة. فقد أحدثت التطورات التقنية تغييرات جذرية في وسائل التواصل والعمل، وتغييرت مفاهيم وأساليب الإدارة، ما دفع إلى ظهور تقنيات جديدة في إدارة الموارد البشرية، مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والتحليل البياني والتطبيقات الرقمية لتحسين عمليات التوظيف، والتدريب، وتقييم الأداء، وإدارة الأجور والمزايا الاجتماعية وغيرها. لهذا فإن استخدام التقنية في مجال إدارة الموارد البشرية يمنح الكفاءة والسرعة والدقة وسهولة الوصول إلى المعلومات الضرورية.
9. تأثير التطورات التقنية على جميع مجالات الحياة
تأثير التطورات التقنية كبير على جميع مجالات الحياة، حيث أصبح الكثير من الأشياء أسهل وأسرع وأكثر كفاءة بفضل التكنولوجيا. فهي تؤثر على الموارد البشرية برفع مستوى الإنتاجية والدقة في العمل، وعلى المستوى العام تساهم في تحسين الخدمات الصحية والتعليمية والنقل والتواصل وغيرها، كما تعمل على تطوير الطيران والطاقة والصناعات الثقيلة. وفي جانب الأمن والدفاع تساعد التكنولوجيا في تقديم أحدث التجهيزات والأسلحة والآليات الحربية والتقنيات المختلفة المستخدمة في مجالات الأمن والحماية. وبهذا تشكل التكنولوجيا الحديثة مصدراً للتطور والتنمية في جميع مجالات الحياة، وتعد أحد أهمُّ المحفَّزات للتغيير والتطوُّر في المجتمعات.
10. تقنيات المعلومات في إدارة الموارد البشرية.
تعد تقنيات المعلومات جزءًا هامًا في إدارة الموارد البشرية، حيث تساعد في تسهيل وتحسين العمليات الرئيسية مثل التوظيف والتدريب وإدارة الأداء وغيرها. فمن خلال استخدام البرمجيات المتخصصة، يمكن للموارد البشرية زيادة كفاءتها وتحسين فعاليتها. فعلى سبيل المثال، يمكن استخدام نظم إدارة الموارد البشرية لتحليل البيانات المتعلقة بالموظفين لتحديد قوى العمل المثالية وفقًا لمعايير محددة، أو استخدام برامج التدريب عبر الإنترنت لتوفير التدريب والتطوير للموظفين في أي وقت ومن أي مكان. بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام البرمجيات السحابية يمكن أن يوفر الوقت والموارد وتحسين التواصل بشكل أفضل بين الإدارة والموظفين. استخدام تقنيات المعلومات في إدارة الموارد البشرية هو حل للكثير من التحديات التي يواجهها المنظمات في إدارة وتنظيم القوى العاملة.